فتح نيوز|
إعداد – نورالدين ابوشقرة
قائد فلسطيني ولد في 1908، في اسطنبول كان له العديد من الغزوات ضد جيش الاحتلال، ويعد من أهم رموز الحركة الوطنية الفلسطينية التي تشكّلت لمقاومة الاحتلال البريطاني والصهيوني لفلسطين في بدايات القرن العشرين وكانت سيرة هذا البطل حافلةً بالكثيرٍ من المواقف والتضحيات التي سطرت بمدادٍ من ذهب في سفر الجهاد الفلسطيني، حتي استشهد في 8 أبريل 1948 في قرية القسطل إنه الشهيد عبد القادر موسى كاظم الحسيني.
النشأة
نشأ عبد القادر الحسيني منذ نعومة أظافره على حب التعلم، فحرص على حفظ القرآن الكريم صغيراً، ثم التحق بمدرسة روضة المعارف الابتدائية، ثم مدرسة صهيون الإنجليزية الثانوية، ثم ارتحل لإكمال دراسته العليا في الجامعة الأمريكية في بيروت التي فصل منها بسبب نشاطه السياسي المعادي لسياسة الجامعة، فتركها ليدرس في الجامعة الأمريكية في القاهرة التي نال منها شهادة البكالوريوس في الكيمياء.
فقد ” الحسيني ” بعد عامٍ ونصف من ولادته “أمه” رقية بنت مصطفي هلال الحسيني ،ولكن وجود الجده كان له دور كبير في رعايتة ونشأته فلم يفقد الحنان والرعاية هو و بقية أشقائه السبعة، وهم ثلاث من الأخوات وأربعة صبية وهم فؤاد ويعمل مزارعاً ورفيق مهندساً وسامي مدرساً بالإضافة إلى فريد الذي عمل محامياً.
صفاته الشخصية
عرف عبد القادر الحسيني بشجاعته وبطولته التي ظهرت في كثيرٍ من المعارك التي خاضها ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين، وضد قطعان المستوطنين، فمنذ عام 1936م بدأ عبد القادر الحسيني بشنّ الهجمات على المعسكرات البريطانية في القدس المحتلة، وينسب إليه عدد من العمليات البطولية؛ منها: إلقاء قنبلة على سكرتير عام حكومة فلسطين البريطاني، والمندوب السامي البريطاني، وعملية قتل مدير بوليس القدس الميجور سيكرست، وكذلك خوضه معركة الخضر ضد البريطانيين التي أبلى فيها بلاءً عظيماً.
قدراته العسكرية والتنظيمية
ولكونه قادر علي فرض رأيه وسيطرته استطاع تنظيم قوات المقاومة الفلسطينية ضد الإنجليز والصهاينة، وشن عمليات كر وفر محكمة، كما ساهم لاحقاً في تدريب عدد من الفدائيين المصريين والليبيين في معسكر على الحدود الليبية المصرية، كان عبد القادر أول من أطلق النار إيذانًا ببدء الثورة على بطش المستعمر في 6 مايو 1936، حين هاجم ثكنة بريطانية “ببيت سوريك” شمالي غربي القدس، ثم إنتقل من هناك إلى منطقة القسطل، بينما تحركت خلايا الثورة في كل مكان من فلسطين.
تمسكه بالقضية
كان عبد القادر الحسيني يظهر تمسك لا متناهي وحب لا نظير له تجاه قضيته، ورسم خطوط لا تلين في جهاده ضد الأعداء لتحرير وطنه فلسطين ، وظهرت وطنيته النادرة حينما ذهب إلى الجامعة العربية في سنة 1948م ليلتقي اللجنة العربية العليا لفلسطين التي حاولت ثنيه عن استكمال مسيرة جهاده، ورفضت دعمه بالسلاح، فاتهم اللجنة بالخيانة والتخاذل، ثم رجع إلى فلسطين حاسراً لا يعول على دعم العرب شيئاً ليشارك في معركة القسطل الشهيرة التي استبسل فيها حتى قتل شهيداً في شهر أبريل من عام 1948م.
في أوائل عام 1933 ، عاد الحسيني إلى القدس. كتب العديد من المقالات لصحيفة الجامعة الإسلامية في يافا. وعندما أصدر الحزب العربي الفلسطيني ، الذي انضم إليه صحيفة اللواء انضم إلى هيئة تحريرها.
بعد ذلك بعامين ، تولى مسؤولية مكتب الحزب العربي الفلسطيني في القدس ، وبدأ مع الشباب الوطنيين الآخرين في الاستعداد لثورة مسلحة في أعقاب الثورة الفلسطيني الكبير في أبريل 1936.
الحسيني هو أحد مؤسسي تنظيم الجهاد المقدس في القدس. وعند وصول القائد السوري سعيد العاص إلى فلسطين مع مجموعة من أتباعه ، حارب الحسيني إلى جانبه في عدة معارك.
استشهادة في معركة “القسطل”
معركة القسطل كانت من المعارك الحاسمة في التاريخ الفلسطيني، حيث نشبت في الفترة التي سبقت حرب 1948، كما تعد نتاج الحراك الصهيوني عقب عملية “نحشون” سقط عبد القادر الحسيني أحد القيادات العسكرية المحلية في محاولة مستبسلة في الدفاع عن القدس، وقد جرت هذه المعركة بالقرب من قرية “القسطل” والتي تعتبر من مداخل مدينة القدس الاستراتيجية كانت معركة “القسطل” غير المتكافئة مثلاً رائعاً في التضحية والحماسة والاندفاع وترسيخ لمبادئ الحفاظ علي الأرض.
بدأت تفاصيل المعركة عقب مغادرة ” الحسيني”إلي دمشق 1948 للاجتماع بقادة اللجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، حيث كان هدفه الأول إمداد المقومة بالسلاح اللازم إلا أنه ما لبث أن عاد إلى القدس مجدداً فور علمه بمعركة القسطل التي بدأت بشائرها وهو خارج القدس، ليعود إلي صفوف المجاهدين السابع من نسيان لقيادتهم إلا أن ضعف الذخيرة وقلتها أدت إلى وقوع الكثير من المجاهدين بين مصاب وشهيد، وهنا اندفع عبد القادر الحسيني لتنفيذ الموقف وقام باقتحام قرية القسطل مع عدد من المجاهدين إلا أنه ما لبث أن وقع ومجاهديه في طوق الصهاينة وتحت وطأة نيرانهم فهبت نجدات كبيرة إلى القسطل لإنقاذ الحسيني ورفاقه وكان من بينها حراس الحرم القدسي الشريف، وتمكن رشيد عريقات من السيطرة على الموقف وأمر باقتحام القرية وبعد ثلاث ساعات تمكنوا من طرد الصهاينة ولكنهم اكتشفوا عقب انتهاء المعركة بجثمان الشهيد عبد القادر الحسيني ملقى على الأرض الأمر الذي كان له وقع أليم جداً على رفاقه وعلى الأمة جميعها إذ زلزل النبأ قلوب كل من عرفوه وعايشوه فكانت جنازته مهيبة أمها الجميع صغاراً وكباراً مقاومين وأناساً آخرين عرفوه إنساناً وطنياً مخلصاً لدينه ووطنه..