فتح نيوز|
د. محمد غريب، امين سر حركة فتح في جمهورية مصر العربية لـ “فتح نيوز”: جاء خطاب سيادة الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة في دورتها السادسة والسبعين قوياً كقوة الحق الفلسطيني ، واضحا و مباشراً ، وبمثابة وثيقة للتاريخ يبعثها الشعب الفلسطيني الصابر المناضل الذي يعاني من آخر احتلال يشهده العالم ومن الغربة والتشتيت و المعاناة ، تقول للعالم لقد طفح الكيل وعليكم دون تأخير أن تقوموا بواجبكم في إنهاء هذا الإحتلال و تطبيق الشرعية الدولية التي أقررتموها ، وإلا فإن القادم لن تحمد عقباه ، وقد ينشأ واقع جديد يهدد الاستقرار و يشعل التوتر.
وقد بدأ الرئيس الخطاب بإبراز وثيقة طابو لملكيته وأسرته لأرضهم في صفد في إشارة إلى فلسطين التاريخية ، ومن خلفه صورة كبيرو تظهر فيها خارطة فلسطين في مراحل عدة : فلسطين التاريخية العربية ، ثم فلسطين حسب قرار التقسيم 181 لعام 1947، ثم فلسطين بعد نكبة 1948 ( الضفة الغربية وقطاع غزة) ، ثم فلسطين الان التي تضم دولة فلسطين التي اعترفت بها 140 دولة على حدود الرابع من حزيران 1967 لا تكاد تعرف لها تفاصيلا بعد أن قضمتها مستوطنات الإحتلال.
وتحدث أبو مازن عن المعايير المزدوجة التي يستخدمها العالم الذي عليه أن يرى الحقيقة ويحكم من خلالها ، فشعبنا هو من يمارس ضده الارهاب و القتل و العنصرية ، وعلى العالم أن يطالع مناهج مدارس إسرائيل التي تفوح بالعنصرية وتدعو إلى العنف ضد الفلسطينيين والعرب قبل أن ينتقدوا منهج فلسطين الذي يتحدث عن تاريخ بلاده.
وأن يراقبوا إعلام اسرائيل بعنصريته وانفلاته و محاربته لكل ما هو فلسطيني قبل أن يراقبوا إعلام فلسطين الذي يدافع عن حقوق شعبه و يكشف جرائم الاحتلال.
بالفعل لقد طفح الكيل كما قال الرئيس ، في ظل غياب رادع للاحتلال و جرائمه ،وفي ظل محاولات تقويض حل الدولتين وفق الشرعية الدولية ،مما قد يخلق واقعا جديدا قد تفرض فيه التطورات أحداثا جديدة لأن لصبرنا وصبر شعبنا حدود كما قال الرئيس الذي دعا الأمين العام للجوء الى قرار الاتحاد من أجل السلام لعام 1950 لإنهاء الاحتلال وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وأيضا الدعوة لمؤتمر دولي للسلام وفق قرارات الشرعية الدولية و المبادرة العربية.
وبصلابته وقوة إرادته و بعنفوان الحق أعلن الرئيس بأن مقاومتنا الشعبية ستستمر وصمودنا مستمر وأن اسرائيل إذا لم تنسحب من الأراضي المحتلة بما فيها القدس خلال عام فلمذا يبقى الإعتراف باسرائيل ، وهذا يعني مراجعة الوضع السابق ، بل و سيكون التوجه نحو محكمة العدل الدولية.
وإذا كان قادة إسرائيل اليوم يرفضون أي علاقة سياسية مع القيادة الفلسطينية التي توجهت إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب من قادة اسرائيل ، فها هي القيادة الفلسطينية اليوم تعلن أنها ستذهب أيضا إلى محكمة العدل الدولية التي تحاكم الدول لتطبيق قوانين الشرعية الدولية ، و التي منها أيضا حقنا في إقامة دولتنا على 44% من فلسطين التاريخية حسب قرار التقسيم لسنة 1947 ،وهذا يعطي لشعب فلسطين ضعف مساحة الدولة على حدود الرابع من حزيران 1967.
في خطاب الرئيس يتجلى الوفاء للشهداء و الأسرى والجرحى في أقوى صوره ، فالقيادة لن تتخلى عن المسئولية تجاههم و تجاه شعبنا رغم كل إجراءات اسرائيل الانتقامية و عقوباتها.
وفي نهاية خطابه يؤكد الرئيس القائد أن شعبنا سيبقى ثابتا فوق أرضه ، لن يركع وسيواصل الدفاع عن حقوقه حتى يتحقق حلمه باستقلال دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.