فتح نيوز|
كتب : أحمد الدرهلي
انهار الديك فتاة فلسطينية تبلغ من العمر خمسة وعشرون عاماً، من مواليد قرية “كفر نعمة” الواقعة غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية عام 1996م، في الثامن من آذار/ مارس الماضي هاجم عشرات من جنود الاحتلال أنهار أثناء تواجدها بالقرب من قرية راس كركر غرب رام الله، اتهموها بحيازة سكين في وقتها ونقلوها إلى التحقيق بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن بالقرب من احدى البؤر الاستيطانية الواقعة في جبل كيسان.
انهار متزوجة من شاب فلسطيني يدعى “ثائر حجة” ولديها طفلة اسمها “جوليا” تبلغ من العمر عام وثمانية اشهر، اعتقلت انهار وهي حامل وتقبع الان داخل سجون الاحتلال في سجن رامون العسكري حيث تنتظر موعد ولادتها، والتي تعاني نتيجة اعتقالها ظروف صحية صعبة، حيث افادت محاميتها انها تعاني من اكتئاب حمل ثنائي القطب.
حالة من القلق الدائم تعيشها عائلة الأسيرة أنهار والتي ستدخل بعد أيام قليلة شهرها التاسع في الحمل، ما يعني أنها غالبا ستخضع للولادة وهي مكبلة الأيدي تحت رحمة سجان لا قلب له ولا رأفة.
يقول زوج الاسيرة “ثائر الديك” أن الجنود انهالوا عليها بالضرب خلال اعتقالها وتعرضت لتعذيب جسدي ونفسي لعدة أيام، وقام الجنود بمعاملتها بعنف رغم إبلاغهم أنها حامل.
التعذيب والاعتداء الذي تعرضت له أنهار أدى إلى عدم تعرف زوجها عليها خلال عرضها على المحكمة؛ حيث كان وجهها منتفخا بسبب تعمد الجنود ضربها عليه، كما بدت منهكة وهزيلة.
منعت سلطات الاحتلال انهار من مقابلة زوجها وابنتها وأهلها، رغم حصول زوجها على تصريح لمدة عام، الامر الذي دفع انهار الى كتابة رسالة عبرت خلالها عن اشتياقها لابنتها الرضيعة، ومدى خوفها من الولادة القيصرية داخل السجن، وكتبت في رسالتها :
“اشتقت لجوليا بشكل مش طبيعي… قلبي واجعني عليها ونفسي أحضنها وأضمها لقلبي… الوجع الي في قلبي لا يمكن أن يكتب في سطور”.
وقالت “شو أعمل إذا ولدت بعيد عنكم وتكلبشت وأنا أولد وإنتوا عارفين شو الولادة القيصرية بره! كيف بالسجن وأنا مكلبش لحالي”.
وأضافت الديك “آآخ يا رب طمعان في رحمتك… أنا كثير تعبانة وصابني آلام حادة في الحوض ووجع قوي في اجري نتيجة النوم على “البرش” مش عارفة كيف بدي أنام عليه بعد العملية”.
وتساءلت بألم “وكيف بدي أخطو خطواتي الأولى بعد العملية وكيف السجانة تمسك إيدي باشمئزاز”.
ووفق الأسيرة الديك “لسا بدهم يحطوني في العزل أنا وابني ويا ويل قلبي عليه عشان الكورونا”.
وأردفت “مش عارفة كيف راح أقدر أدير بالي عليه وأحميه من أصواتهم المخيفة وقد ما كانت أمه قوية راح تضعف قدام اللي بعملوه فيها وفي باقي الأسيرات”.
واختتمت الأسيرة الديك رسالتها “طالبوا كل حر وشريف بغار على عرضه وشرفه بأن يتحرك ولو بكلمة… خطية هالولد في رقبة كل واحد مسؤول وقادر يساعد وما بساعد”.
ويقول زوج الأسيرة :” كان لدي بيت والآن لا أسميه بيتاً؛ كانت لدي عائلة والآن أنا مشتت وعائلتي متفرقة، لا نسمع صوت زوجتي ولا توجد اتصالات بيننا ولا زيارات، وكأن الوقت متوقف، ويبقى تفكيرنا فقط حول موعد الولادة وكيفية ذلك دون أن تتعرض زوجتي أو طفلي لأذى الاحتلال.. لا نملك إلا الصبر والاتكال على الله فقط”.
الجدير بالذكر ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت باعتقال نحو 130 سيدة فلسطينية اغلبيتهن من القدس المحتلة خلال العام الحالي 2021م، حيث ما يزال نحو 40 اسيرة فلسطينية بينهن 11 اماً داخل سجون الاحتلال.